(جريدة الجريدة)
حياة الفهد: أعمالنا الدراميّة أثّرت إيجاباً في الأسرة الخليجيّة
تحقيق/ جميل الباشا
تجسّد الفنانة حياة الفهد من خلال أعمالها المتنوعة جزءاً مهماً من تاريخ الكويت ومنطقة الخليج. لم تكتف بالتمثيل وإنما اتجهت إلى التأليف، حين أدركت أن ثمة قضايا مهمة لم تلامسها أقلام الكتاب الآخرين. يحفل تاريخها الفني بسجل مشرّف من الأعمال، ما خوّلها لأن تصبح «سيدة الشاشة الخليجية» بلا منازع.
يصعب على أي كاتب ومتابع للحركة الفنية في الكويت ومنطقة الخليج أن يختزل تاريخ الفنانة القديرة حياة الفهد في أسطر، لاسيما مع وجود كم هائل من الكتابات الصحافية والنقدية التي تتناول حياتها ومشوارها الفني. أصبحت، ولشدة تأثير أعمالها، جزءاً لا يتجزأ من حياة الأسرة الكويتية والخليجية. لكن أشدّ ما يميزها هو صمودها ووقوفها في وجه التيار حين كان الفن جريمة كبرى، بحسب الأعراف والتقاليد المحلية، فلم يكن مألوفاً أن تخالط المرأة الرجال، بل وتقف أمامهم على خشبة المسرح. لم يكن دخولها مجال التمثيل أمراً سهلاً حتى بالنسبة إلى أهلها والمقربين، لكنها استطاعت أن تقنعهم بأهمية الفن ورسالته الهادفة.
موهبة مبكرة
التحقت الفهد بوظيفة في وزارة الصحة، في عمر مبكر، لمساعدة أسرتها في تحمل أعباء الحياة. تتذكر: «حين رأى المسؤول عن العمل شكلي الذي يبدو أصغر من سني، قال لوالدتي على الفور: «خافي ربك وردي بنتك إلى المدرسة».
رحلة «سيدة الشاشة الخليجية» أشبه بمسلسل درامي مثير، لم يخطر ببالها على الإطلاق دخول عالم الفن أو احتراف التمثيل، على الرغم من حبها الفطري للفن وذهابها إلى السينما ثلاث مرات أسبوعيا. تقول في هذا السياق: « أذكر الأفلام التي كنت أشاهدها في الخمسينات حتى بداية الستينات في سينما «الشرقية»، «الأندلس»، «حولي»، «الصيفي». لكن حب الفن شيء واحترافه شيء آخر، فكيف تجرؤ فتاة تنتمي إلى عائلة محافظة، تعيش وسط مجتمع محافظ أن تحترف التمثيل».
لم تكن الفهد بمفردها في رحلة الصمود والوقوف في وجه المجتمع، وإنما شاركتها زميلة لها في وزارة الصحة تدعى أمينة الشراح حب مهنة الفن والإعلام، وشجعتها على متابعة المشوار، تقول: «واجهتنا في بداية طريقنا المشاكل، لكننا استطعنا التغلب عليها، كان أثر الأعمال الفنية التي نقدمها يظهر جلياً في أفراد المجتمع ويتأثرون بها». توضح في هذا السياق أن نسبة الطلاق في الكويت انخفضت إلى حد كبير في أواخر الستينات وفترة السبعينات، بسبب تأثر الناس بالمسلسلات والأعمال الفنية التي قدمت آنذاك». تروي موقفاً طريفاً ينم عن موهبة مبكرة في فن التمثيل: «منذ طفولتي أجدت فنون التمثيل، وظهر ذلك في الليالي الباردة والممطرة، إذ كنت أدّعي أنني مريضة، لأتهرّب من الذهاب إلى المدرسة، وكانت أمي بفطرتها الطيبة وحسن نيتها تصدق كذبتي وتدعني أبقى في المنزل».
الحصاد
كرّمت الفهد، وحصلت على جوائز عدة في حياتها. حصدت جائزة الإبداع الذهبي كأفضل ممثلة في «مهرجان القاهرة التاسع للإذاعة والتلفزيون» عن دورها في مسلسل «ثمن عمري»، وهو المهرجان نفسه الذي كُرمت فيه من قبل بحصولها على شهادتي تقدير، الأولى في دورته الثانية عن دورها في مسلسل «الطير والعاصفة» والثانية في دورته الخامسة عن دورها في مسلسل «بيت الوالد»، كذلك كرمت في مهرجانات فنية عربية عدة، من بينها: «مهرجان الرواد العرب» الذي ترعاه جامعة الدول العربية، «مهرجان عمان المسرحي» الذي يقام في الأردن، وتلقت تكريما خاصا باسم العاهل الأردني الملك عبدالله وزوجته الملكة رانيا.
على المستوى المحلي، حصلت على جوائز عدة أهمها: جائزة الدولة التشجيعية، وجائزة عن دورها في مسرحية «حرم سعادة الوزير» وجائزة تقدير من الاتحاد الكويتي للمسارح الأهلية، وجائزة أحسن ممثلة في «مهرجان الكويت المسرحي» عام 1989.
تؤكد في هذا السياق أن أهم جائزة يحصل عليها الفنان هي حب الجمهور، مشيرة إلى أن سعادتها الحقيقية تكمن في أن ترى الناس متأثرين ومتفاعلين مع الشخصيات التي تجسّدها في أدوارها الفنية.
تجربة سينمائيّة
حققت الفهد نجاحا كبيرا في الأعمال الدرامية وعلى خشبة المسرح، وفي الفيلمين السينمائيين اللذين شاركت في بطولتهما، الأول «بس يا بحر»عام 1972 من إخراج خالد الصديق. تقول عن هذه التجربة : «انقطعت عن الفن فترة إلى أن جاءتني فرصة المشاركة في أول فيلم سينمائي كويتي بعنوان «بس يا بحر»، وكان مخرج العمل خالد الصديق يبحث عن امرأة يسند إليها دور الأم، وعندما شاهدني في أحد المسلسلات رشحني لهذا الدور».
تضيف: «عندما عرض الفيلم للمرة الأولى عرضاً خاصاً، تشرّف الجميع بحضور صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وكان وقتذاك وزيراً للإعلام بالوكالة، إضافة إلى منصبه كوزير للخارجية، شاهدت في عينيه تجاوباً كبيراً مع أحداث الفيلم، ما جعلني أشعر بالسعادة»، أوضحت أن هذا الفيلم يشكل محطة مهمة في حياتها الفنية وانتشر في أنحاء الوطن العربي وما زالت بعض المحطات الفضائية تعرضه حتى الآن، جسّد في أحداثه ومضامينه تقاليد المجتمع الخليجي. أما الفيلم الثاني الذي قدمته فكان «الصمت» وعرض عام 1975.
الداية وأبلة نوره
تقدم الفهد في رمضان الحالي عملين أولهما «أبله نوره» من تأليف هبة مشاري حمادة، وإخراج عاطف الطويل لصالح تلفزيون «دبي» يشاركها عدد من النجوم من بينهم: مرام، هند البلوشي، ملاك، باسم عبدالأمير ومجموعة من النجوم والشباب. تجسّد شخصية أبلة نوره التي تعمل جاهدة لتكريس حياتها لخدمة الطالبات في المدرسة، وتنسى بيتها.
يفتح المسلسل الباب على مصراعيه لمناقشة القضايا المتعلقة بحياة الفتيات، سواء داخل أسوار المدارس، أو خارجها. على الرغم من السرية التي تحيط بحياتهن في سن المراهقة والبلوغ، إلا أن المسلسل لم يخل من الجرأة في طرح بعض القضايا مثل: خداع الشباب للفتيات، الاستخدام السيئ للموبايل والإنترنت من قبل الفتيات، مبالغة بعض الأسر والعائلات في دلع بناتهم، وتلبية جميع رغباتهن. تعد تلك التجربة الأولى خليجيًا، إذ لا يوجد مسلسل آخر يحفل بمناقشة كل تلك التفاصيل؛ يقتحم أدق تفاصيل البيت الإماراتي خصوصاً، والخليجي عموماً، وهو في مضمونه يهدف الى التوعية على ضرورة التماسك الأسري، وتلافي الأمور السلبية الناجمة عن تطور الحياة والعصر. يتبع تقنية الغوص في أعماق الفتاة المراهقة، واستجلاء أهم أسرارها وتفاعلاتها النفسية.
المسلسل الآخر الذي تقدّمه الفهد ويعرض في رمضان هو «الداية». يشاركها في التمثيل مجموعة من النجوم من بينهم: محمد المنيع، محمد جابر، محمد علوي، نواف النجم، منى شداد وجمال الردهان. تجسّد دور {الداية» التي تولّد النساء وتتولى كذلك شؤون تربية الرضّع أثناء فترة النفاس.
يذكر أن المسلسل من تأليف الفهد وإنتاجها، ويعرض على شاشة تلفزيون «الوطن». يتولى المطرب راشد الماجد أداء المقدمة الموسيقية، وهي من كلمات الشاعر عبد الله البراك، وألحان عادل المسيليم.
مواقف
في ذاكرتها مواقف صعبة عدة وعثرات يصعب نسيانها، تقول الفهد في هذا الصدد: «ثمة موقف يطاردني وما زال عالقاً في ذاكرتي منذ الطفولة. رأيت فجأة النيران تلتهم جدران منزلنا الصغير، وكانت والدتي تركض في كل اتجاه بحثاً عنا، في حين كان شقيقي الأكبر يمسك بيدي خوفاً علي».
أما الموقف الآخر الذي تذكره، حدث في مرحلة المراهقة، إذ أصيبت بشلل نصفي، وظلت تعالج في المستشفى الأميري، لأربعة أشهر متتالية.
أربعون عاماً
يمتد تاريخ عطائها المتفاني لأكثر من أربعين عاماً، استطاعت خلالها أن تحفر اسمها في قلوب المشاهدين، الذين تابعوا رحلتها الطويلة والشاقة مع الفن منذ بداية الستينات، عندما قررت وبجرأة متناهية اقتحام هذا المجال في مجتمع محافظ كان يعتبر الفن أحد المحرمات التي لا يجوز الاقتراب منها، لكنها استطاعت هي والكثير من زميلاتها أمثال مريم الصالح، مريم الغضبان، سعاد عبدالله، وعبر مئات الأعمال الدرامية الراقية، أن تنال تقدير الجمهور واحترامه وتقدير الدولة التي منحتها جائزتها التشجيعية عام2001 .
من هي ؟
ولدت الفهد في منطقة «الشرق» عام 1948، وانتقلت الأسرة بعد ذلك للإقامة في منطقة «الشامية» بجوار الأقرباء، وهناك بدأت مشوارها التعليمي، التحقت بمدرسة «سكينة الابتدائية»، وبدأت التمثيل عام 1964. لديها أربع بنات، الكبرى سوزان وهي متزوجة، أما الصغرى فتدعى «روزان».
من أعمالها
قدمت الفهد أعمالا كوميدية وتراجيدية أهمها: «عايلة بو جسوم»، «جرح الزمن»، «أبو الفلوس»، «الشريب بزة»، «رقية وسبيكة»، «الدكتور»، «زواج الكمبيوتر»، «سيدي الرجل .... لا»، «على الدنيا السلام»، «خالتي قماشة»، «الغرباء»، «الأسوار»، «أحلام صغيرة»، «المصير»، «خرج ولم يعد»، «عاد ولكن»، «سوق المقاصيص»، «الطير والعاصفة»، «ثمن عمري»، {جبروت امرأة»، «درس خصوصي»، «عندما تغني الزهور»، «عيال الذيب» ، «بيت تسكنه سمره»، «الحريم»، «بقايا ليل»، «إلى أبي وأمي مع التحية»، «الدنيا لحظة»، «قاصد الخير»، «قلوب متحجرة»، «سليمان الطيب»، «الدردور»، «الفرية»، «الأخ صالحة»، «بنات قنبر»، «عيال الفقر»، «الخراز» رمضان 2007 ، «الدّاية» رمضان 2008.
قدمت أول مسرحية عام 1963 بعنوان «الضحية»، وتتالت مسرحياتها: «ضاع الديك»، «الأسرة الضائعة»، «السدرة»، «بني صامت»، «حرم سعادة الوزير»، «القرقور»، «باي باي عرب»، «أرض وقرض»، «شيكات بدون رصيد»، «سيف العرب»، «قناص خيطان»، «صح النوم ياعرب»، «الأوانس» ، «عبيد في التجنيد» وأعمال مميزة عدة.
ظلموها فقالوا
واجهت الفهد في حياتها إشاعات عدة، ثمة من يقول أنها مديونة بمبلغ كبير للفنانة مريم الصالح، وهي تقاضيها في المحاكم. هناك من يروج لإشاعة أخرى مفادها أنها على خلاف مع الفنانة سعاد عبدالله. تقول: «أنا وسعاد عبدالله ومريم الصالح تجمعنا علاقة طيبة، ومشوار طويل في الفن قطعناه معاً، على الرغم من كل ما فيه من مرارة وصعوبات». توضح أن الخلافات الصغيرة تحدث أحياناً بين زملاء المهنة، لكن ينبغي ألا يرافق ذلك مزايدات ومبالغات صحافية، تؤدي أحياناً إلى تعميق الهوة بين المتخاصمين، وأن الإنترنت أصبح وسيلة رهيبة لترويج مثل تلك الإشاعات الكاذبة، داعية الصحافيين إلى استقاء الأخبار من مصادرها الأصلية.
__________________
حياة الفهد: أعمالنا الدراميّة أثّرت إيجاباً في الأسرة الخليجيّة
تحقيق/ جميل الباشا
تجسّد الفنانة حياة الفهد من خلال أعمالها المتنوعة جزءاً مهماً من تاريخ الكويت ومنطقة الخليج. لم تكتف بالتمثيل وإنما اتجهت إلى التأليف، حين أدركت أن ثمة قضايا مهمة لم تلامسها أقلام الكتاب الآخرين. يحفل تاريخها الفني بسجل مشرّف من الأعمال، ما خوّلها لأن تصبح «سيدة الشاشة الخليجية» بلا منازع.
يصعب على أي كاتب ومتابع للحركة الفنية في الكويت ومنطقة الخليج أن يختزل تاريخ الفنانة القديرة حياة الفهد في أسطر، لاسيما مع وجود كم هائل من الكتابات الصحافية والنقدية التي تتناول حياتها ومشوارها الفني. أصبحت، ولشدة تأثير أعمالها، جزءاً لا يتجزأ من حياة الأسرة الكويتية والخليجية. لكن أشدّ ما يميزها هو صمودها ووقوفها في وجه التيار حين كان الفن جريمة كبرى، بحسب الأعراف والتقاليد المحلية، فلم يكن مألوفاً أن تخالط المرأة الرجال، بل وتقف أمامهم على خشبة المسرح. لم يكن دخولها مجال التمثيل أمراً سهلاً حتى بالنسبة إلى أهلها والمقربين، لكنها استطاعت أن تقنعهم بأهمية الفن ورسالته الهادفة.
موهبة مبكرة
التحقت الفهد بوظيفة في وزارة الصحة، في عمر مبكر، لمساعدة أسرتها في تحمل أعباء الحياة. تتذكر: «حين رأى المسؤول عن العمل شكلي الذي يبدو أصغر من سني، قال لوالدتي على الفور: «خافي ربك وردي بنتك إلى المدرسة».
رحلة «سيدة الشاشة الخليجية» أشبه بمسلسل درامي مثير، لم يخطر ببالها على الإطلاق دخول عالم الفن أو احتراف التمثيل، على الرغم من حبها الفطري للفن وذهابها إلى السينما ثلاث مرات أسبوعيا. تقول في هذا السياق: « أذكر الأفلام التي كنت أشاهدها في الخمسينات حتى بداية الستينات في سينما «الشرقية»، «الأندلس»، «حولي»، «الصيفي». لكن حب الفن شيء واحترافه شيء آخر، فكيف تجرؤ فتاة تنتمي إلى عائلة محافظة، تعيش وسط مجتمع محافظ أن تحترف التمثيل».
لم تكن الفهد بمفردها في رحلة الصمود والوقوف في وجه المجتمع، وإنما شاركتها زميلة لها في وزارة الصحة تدعى أمينة الشراح حب مهنة الفن والإعلام، وشجعتها على متابعة المشوار، تقول: «واجهتنا في بداية طريقنا المشاكل، لكننا استطعنا التغلب عليها، كان أثر الأعمال الفنية التي نقدمها يظهر جلياً في أفراد المجتمع ويتأثرون بها». توضح في هذا السياق أن نسبة الطلاق في الكويت انخفضت إلى حد كبير في أواخر الستينات وفترة السبعينات، بسبب تأثر الناس بالمسلسلات والأعمال الفنية التي قدمت آنذاك». تروي موقفاً طريفاً ينم عن موهبة مبكرة في فن التمثيل: «منذ طفولتي أجدت فنون التمثيل، وظهر ذلك في الليالي الباردة والممطرة، إذ كنت أدّعي أنني مريضة، لأتهرّب من الذهاب إلى المدرسة، وكانت أمي بفطرتها الطيبة وحسن نيتها تصدق كذبتي وتدعني أبقى في المنزل».
الحصاد
كرّمت الفهد، وحصلت على جوائز عدة في حياتها. حصدت جائزة الإبداع الذهبي كأفضل ممثلة في «مهرجان القاهرة التاسع للإذاعة والتلفزيون» عن دورها في مسلسل «ثمن عمري»، وهو المهرجان نفسه الذي كُرمت فيه من قبل بحصولها على شهادتي تقدير، الأولى في دورته الثانية عن دورها في مسلسل «الطير والعاصفة» والثانية في دورته الخامسة عن دورها في مسلسل «بيت الوالد»، كذلك كرمت في مهرجانات فنية عربية عدة، من بينها: «مهرجان الرواد العرب» الذي ترعاه جامعة الدول العربية، «مهرجان عمان المسرحي» الذي يقام في الأردن، وتلقت تكريما خاصا باسم العاهل الأردني الملك عبدالله وزوجته الملكة رانيا.
على المستوى المحلي، حصلت على جوائز عدة أهمها: جائزة الدولة التشجيعية، وجائزة عن دورها في مسرحية «حرم سعادة الوزير» وجائزة تقدير من الاتحاد الكويتي للمسارح الأهلية، وجائزة أحسن ممثلة في «مهرجان الكويت المسرحي» عام 1989.
تؤكد في هذا السياق أن أهم جائزة يحصل عليها الفنان هي حب الجمهور، مشيرة إلى أن سعادتها الحقيقية تكمن في أن ترى الناس متأثرين ومتفاعلين مع الشخصيات التي تجسّدها في أدوارها الفنية.
تجربة سينمائيّة
حققت الفهد نجاحا كبيرا في الأعمال الدرامية وعلى خشبة المسرح، وفي الفيلمين السينمائيين اللذين شاركت في بطولتهما، الأول «بس يا بحر»عام 1972 من إخراج خالد الصديق. تقول عن هذه التجربة : «انقطعت عن الفن فترة إلى أن جاءتني فرصة المشاركة في أول فيلم سينمائي كويتي بعنوان «بس يا بحر»، وكان مخرج العمل خالد الصديق يبحث عن امرأة يسند إليها دور الأم، وعندما شاهدني في أحد المسلسلات رشحني لهذا الدور».
تضيف: «عندما عرض الفيلم للمرة الأولى عرضاً خاصاً، تشرّف الجميع بحضور صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وكان وقتذاك وزيراً للإعلام بالوكالة، إضافة إلى منصبه كوزير للخارجية، شاهدت في عينيه تجاوباً كبيراً مع أحداث الفيلم، ما جعلني أشعر بالسعادة»، أوضحت أن هذا الفيلم يشكل محطة مهمة في حياتها الفنية وانتشر في أنحاء الوطن العربي وما زالت بعض المحطات الفضائية تعرضه حتى الآن، جسّد في أحداثه ومضامينه تقاليد المجتمع الخليجي. أما الفيلم الثاني الذي قدمته فكان «الصمت» وعرض عام 1975.
الداية وأبلة نوره
تقدم الفهد في رمضان الحالي عملين أولهما «أبله نوره» من تأليف هبة مشاري حمادة، وإخراج عاطف الطويل لصالح تلفزيون «دبي» يشاركها عدد من النجوم من بينهم: مرام، هند البلوشي، ملاك، باسم عبدالأمير ومجموعة من النجوم والشباب. تجسّد شخصية أبلة نوره التي تعمل جاهدة لتكريس حياتها لخدمة الطالبات في المدرسة، وتنسى بيتها.
يفتح المسلسل الباب على مصراعيه لمناقشة القضايا المتعلقة بحياة الفتيات، سواء داخل أسوار المدارس، أو خارجها. على الرغم من السرية التي تحيط بحياتهن في سن المراهقة والبلوغ، إلا أن المسلسل لم يخل من الجرأة في طرح بعض القضايا مثل: خداع الشباب للفتيات، الاستخدام السيئ للموبايل والإنترنت من قبل الفتيات، مبالغة بعض الأسر والعائلات في دلع بناتهم، وتلبية جميع رغباتهن. تعد تلك التجربة الأولى خليجيًا، إذ لا يوجد مسلسل آخر يحفل بمناقشة كل تلك التفاصيل؛ يقتحم أدق تفاصيل البيت الإماراتي خصوصاً، والخليجي عموماً، وهو في مضمونه يهدف الى التوعية على ضرورة التماسك الأسري، وتلافي الأمور السلبية الناجمة عن تطور الحياة والعصر. يتبع تقنية الغوص في أعماق الفتاة المراهقة، واستجلاء أهم أسرارها وتفاعلاتها النفسية.
المسلسل الآخر الذي تقدّمه الفهد ويعرض في رمضان هو «الداية». يشاركها في التمثيل مجموعة من النجوم من بينهم: محمد المنيع، محمد جابر، محمد علوي، نواف النجم، منى شداد وجمال الردهان. تجسّد دور {الداية» التي تولّد النساء وتتولى كذلك شؤون تربية الرضّع أثناء فترة النفاس.
يذكر أن المسلسل من تأليف الفهد وإنتاجها، ويعرض على شاشة تلفزيون «الوطن». يتولى المطرب راشد الماجد أداء المقدمة الموسيقية، وهي من كلمات الشاعر عبد الله البراك، وألحان عادل المسيليم.
مواقف
في ذاكرتها مواقف صعبة عدة وعثرات يصعب نسيانها، تقول الفهد في هذا الصدد: «ثمة موقف يطاردني وما زال عالقاً في ذاكرتي منذ الطفولة. رأيت فجأة النيران تلتهم جدران منزلنا الصغير، وكانت والدتي تركض في كل اتجاه بحثاً عنا، في حين كان شقيقي الأكبر يمسك بيدي خوفاً علي».
أما الموقف الآخر الذي تذكره، حدث في مرحلة المراهقة، إذ أصيبت بشلل نصفي، وظلت تعالج في المستشفى الأميري، لأربعة أشهر متتالية.
أربعون عاماً
يمتد تاريخ عطائها المتفاني لأكثر من أربعين عاماً، استطاعت خلالها أن تحفر اسمها في قلوب المشاهدين، الذين تابعوا رحلتها الطويلة والشاقة مع الفن منذ بداية الستينات، عندما قررت وبجرأة متناهية اقتحام هذا المجال في مجتمع محافظ كان يعتبر الفن أحد المحرمات التي لا يجوز الاقتراب منها، لكنها استطاعت هي والكثير من زميلاتها أمثال مريم الصالح، مريم الغضبان، سعاد عبدالله، وعبر مئات الأعمال الدرامية الراقية، أن تنال تقدير الجمهور واحترامه وتقدير الدولة التي منحتها جائزتها التشجيعية عام2001 .
من هي ؟
ولدت الفهد في منطقة «الشرق» عام 1948، وانتقلت الأسرة بعد ذلك للإقامة في منطقة «الشامية» بجوار الأقرباء، وهناك بدأت مشوارها التعليمي، التحقت بمدرسة «سكينة الابتدائية»، وبدأت التمثيل عام 1964. لديها أربع بنات، الكبرى سوزان وهي متزوجة، أما الصغرى فتدعى «روزان».
من أعمالها
قدمت الفهد أعمالا كوميدية وتراجيدية أهمها: «عايلة بو جسوم»، «جرح الزمن»، «أبو الفلوس»، «الشريب بزة»، «رقية وسبيكة»، «الدكتور»، «زواج الكمبيوتر»، «سيدي الرجل .... لا»، «على الدنيا السلام»، «خالتي قماشة»، «الغرباء»، «الأسوار»، «أحلام صغيرة»، «المصير»، «خرج ولم يعد»، «عاد ولكن»، «سوق المقاصيص»، «الطير والعاصفة»، «ثمن عمري»، {جبروت امرأة»، «درس خصوصي»، «عندما تغني الزهور»، «عيال الذيب» ، «بيت تسكنه سمره»، «الحريم»، «بقايا ليل»، «إلى أبي وأمي مع التحية»، «الدنيا لحظة»، «قاصد الخير»، «قلوب متحجرة»، «سليمان الطيب»، «الدردور»، «الفرية»، «الأخ صالحة»، «بنات قنبر»، «عيال الفقر»، «الخراز» رمضان 2007 ، «الدّاية» رمضان 2008.
قدمت أول مسرحية عام 1963 بعنوان «الضحية»، وتتالت مسرحياتها: «ضاع الديك»، «الأسرة الضائعة»، «السدرة»، «بني صامت»، «حرم سعادة الوزير»، «القرقور»، «باي باي عرب»، «أرض وقرض»، «شيكات بدون رصيد»، «سيف العرب»، «قناص خيطان»، «صح النوم ياعرب»، «الأوانس» ، «عبيد في التجنيد» وأعمال مميزة عدة.
ظلموها فقالوا
واجهت الفهد في حياتها إشاعات عدة، ثمة من يقول أنها مديونة بمبلغ كبير للفنانة مريم الصالح، وهي تقاضيها في المحاكم. هناك من يروج لإشاعة أخرى مفادها أنها على خلاف مع الفنانة سعاد عبدالله. تقول: «أنا وسعاد عبدالله ومريم الصالح تجمعنا علاقة طيبة، ومشوار طويل في الفن قطعناه معاً، على الرغم من كل ما فيه من مرارة وصعوبات». توضح أن الخلافات الصغيرة تحدث أحياناً بين زملاء المهنة، لكن ينبغي ألا يرافق ذلك مزايدات ومبالغات صحافية، تؤدي أحياناً إلى تعميق الهوة بين المتخاصمين، وأن الإنترنت أصبح وسيلة رهيبة لترويج مثل تلك الإشاعات الكاذبة، داعية الصحافيين إلى استقاء الأخبار من مصادرها الأصلية.
__________________